اجعل ذكرهما والدعاء لهما ... ملازما لك ... لا ينفك عن بالك .
تذكرهما في سجودك ... في وترك ... في دعائك المطلق ... في حجك ... في عمرتك ... في طوافك ... عند دخول خطيب الجمعة حتى تنقضي الصلاة ... في آخر ساعة من يوم الجمعة ... بين الآذان والإقامة ... وغيرها من أوقات الإجابة التي لا تخفى عليك ... فتدعو لهما .
ادع لهما بـ : - الرحمة ... ( رب ارحمهما ) . - المغفرة . - العافية . - حسن الخاتمة . - إطالة العمر على الطاعة . - الهداية والصلاح . - إعانتهما على الطاعة . - التخلص من المعاصي التي قد يُبتلى بها أحدهما . - دخول الجنة والتعوذ من النار . - الشفاء مما قد يصيبهما من أمراض . - أن يعينهما على تربية إخوانك . - أن ييسر لهما الرزق الحلال الطيب . - أن يبارك لهما فيما يحبون مما يرضي الله . - أن يؤلف بينهما ( إن كان بينهما مايكدر العيش ). - أن يجزيهما خير الجزاء على مابذلاه تجاهكم .
ومن أجمل اللفتات وأجلّها ... والتي تدخل السرور عليهما بما قد لا يخطر لك على بال ... أن تخبرهما بفضلهما عليك ... وأنك تدعو لهما ... في كل حين وعلى كل حال .
قد تتفاجأ إذا قلتَ لهما ذلك ... ببكاء أحدهما ... خاصة إذا كان الواحد منا - وللأسف - قليل الخاتمة معهما من قبل .
موضوع: رد: مقترحــات وافكــار في ''بر الوالديــن'' الخميس 21 أكتوبر 2010 - 20:26
ثانيا : الصدقة عنهما .
ومن أجلّ الأعمال ، وأعظمها : الصدقة عنهما ... ووضع الوقف الخيري لهما ... وإشراكهما في أعمال الخير المالية .
قد تتبرع لهما استقلالا ... وقد تشركهما معك في صدقتك .
شارك لهما في بناء المساجد ... وحفر الآبار ... وطباعة المصاحف ... وأوقاف الخير العامة .
قال أحد الأفاضل : تبرعت لمشروع كبير يحوي مسجد جمعة ، ومدرسة لتعليم القرآن ، ومغسلة للأموات ... وأشركت والديّ معي في أجر الصدقة ... فكنت أفرح كثيرا إذا صليت في ذلك الجامع أو مررت بجواره ... لعلمي أني ووالديّ قد ساهمنا في بناءه .
شارك ولو بالقليل ... ولا تقل أن ما أتبرع به لا يُعدّ ... أو ما أتصدق به لايؤثر ... فأنت تتعامل مع الله تعالى ... فنعم المولى الكريم ... سبحانه وتعالى ... وموازين الآخرة ... لا تقارن بموازين الدنيا .
موضوع: رد: مقترحــات وافكــار في ''بر الوالديــن'' الخميس 21 أكتوبر 2010 - 20:27
رابعا : ضيافتهما .
هذه الفكرة ... لها أثرٌ عجيب ... وتأثير فريد ... قد تُستغرب في أصلها ، وقد تَستغرب من طرحها ... وقد تَتعجب منها ، ومن عرضها ... وقد تُعجب بها ؛ فتطبقها ...
وهي تناسب من لا يرى حرجا فيها ... ومن كان كذلك ... فليجربها .
الفكرة تقوم على أن تدعو والديك إلى غداء أو عشاء في إحدى المطاعم العائلية المحافظة ... ثلاثة فقط ... أنت وهما ...
تعرض لهما مايريدان في قائمة المطعم ... وتطلبه لهما .
حادثهما عن طفولتك ... وشقاوتك ... وبيتكم القديم ...
حادثهما عن طفولتهما ... وعن والديهما ...
حادثهما عن إخوانك ... وأعمامك ... وأخوالك ... وكيف كانت حياتهما ؟.
ستشعر بحياة جديدة ... وسعادة تغمر قلبك ... في إدخال السرور عليهما .
لاشك أن ضيافتهما في منزلك ... أولى وأحرى ... لكن التجديد في ذلك هو ماسيدخل السرور إلى قلبيهما .
وسأذكر قصة عجيبة في هذا المقام ... تبين أثر هذه الضيافة .
ملحوظة : ضيافتهما تعني أن الحساب عليك ... لاتورط الوالد وتخليه يحاسب .
موضوع: رد: مقترحــات وافكــار في ''بر الوالديــن'' الخميس 21 أكتوبر 2010 - 20:30
اقتباس :
وسأذكر قصة عجيبة في هذا المقام ... تبين أثر هذه الضيافة
قول صاحب القصة :
بعد 21 سنة من زواجي ، وجدت بريقاً جديداً من الحب ...
قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي ... وكانت فكرة زوجتي ... حيث بادرتني بقولها : " أعلم جيداً كم تحبها " ...
المرأة التي أرادت زوجتي أن أخرج معها ... وأقضي وقتاً معها كانت " أمي " ... التي ترملت منذ 19 سنة .
ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية ( 3 ) أطفال ... ومسؤوليات مختلفة ... جعلتني لا أزورها إلا نادراً !!.
في يوم ؛ اتصلت بها ... ودعوتها إلى العشاء ... سألتني : " هل أنت بخير ؟! " ...
لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة ... وتقلق من ذلك ...
فقلت لها : "نعم ؛ أنا ممتاز ... ولكني أريد أن أقضي وقتا معك يا أمي ".
قالت : " نحن فقط ؟! " .
فكرتْ قليلاً ثم قالت : "أحب ذلك كثيراً "...
في يوم الخميس وبعد العمل ... مررت عليها وأخذتها ... وكنت مضطربا ، وعندما وصلت ... وجدتها هي أيضاً قلقة.
كانت تنتظر عند الباب ؛ مرتدية ملابسا جميلة ، ويبدو أنه آخر فستان قد اشتراه أبي قبل وفاته .
ابتسمت أمي ... وقالت : " قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع ابني ، والجميع فرح ، ولا يستطيعون انتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي !! " .
ذهبنا إلى مطعم عادي ، ولكنه جميل وهادئ ، تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى ...
بعد أن جلسنا ؛ بدأتُ أقرأ قائمة الطعام ؛ حيث أنها لا تستطيع أن تقرأ إلا الأحرف الكبيرة .
وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتيها المجعدتين ، وقاطعتني قائلة :
" كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير !!" .
أجبتها : " حان الآن موعد تسديد شيء من ديني بهذا الشيء ... ارتاحي أنت يا أماه " .
تحدثنا كثيراً أثناء العشاء ، لم يكن هناك أي شيء غير عادي ، ولكن قصص قديمة ، وقصص جديدة ، لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل !!.
وعندما رجعنا ، ووصلنا إلى باب بيتها ؛ قالت : " أوافق أن نخرج سوياً مرة أخرى ، ولكن على حسابي " .
فقبّلت يدها ، وودعتها ...
بعد أيام قليلة ؛ توفيت أمي بنوبة قلبية .
حدث ذلك بسرعة كبيرة ... لم أستطع عمل أي شيء لها .
وبعد عدة أيام وصلني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تعشينا به أنا وهي - رحمه الله - مع ملاحظة مكتوبة بخطها :
" دفعت الفاتورة مقدماً ... كنت أعلم أنني لن أكون موجودة ... المهم دفعت العشاء لشخصين لك ولزوجتك ، لأنك لن تقدّر ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي ... أحبك ياولدي ".
في هذه اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة " حب " أو " أحبك " ...
وما معنى أن نجعل الطرف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا له ...
لا شيء أهم من الوالدين وبخاصة الأم ... امنحهم الوقت الذي يستحقونه ...
موضوع: رد: مقترحــات وافكــار في ''بر الوالديــن'' الخميس 21 أكتوبر 2010 - 20:31
خامسا : أخذهما في جولة داخلية ( التمشي بهما .
قد يناسب أيضا التنسيق مع الوالدين أو أحدهما ، وأخذهما في جولة داخل المدينة ، مثال ذلك : - زيارة بعض أقاربكم زيارة خفيفة ، وإن أرادا البقاء فالأمر لهما .
- زيارة الأحياء القديمة ، وطلب الشرح منهما عن سبب بناء البيوت بهذه الهيئة ، وكيف كانت المنازل ، وكيف أصبحت ، وكيف كانت النفوس في السابق ، وكيف هي الآن .
- زيارة منزلكم القديم ، وطلب البيان منهما عن تصميمه ، وكيف كان العيش فيه .
- زيارة الأسواق القديمة ( مثل الحلة لأهل الرياض .
- زيارة المناطق الأثرية ( مثل بوابة مدينة الرياض ، والثميري ، شارع الوزير ، شارع العطايف ، المصمك ... إلخ ) .
- قد يناسب الوالد زيارة منطقة الحراج ( مثل حراج ابن قاسم ... وتركه على راحته ، بل على راحة راحته .
- قد يفرح الوالدان إذا أخذتهما إلى بعض جيرانهم السابقين ، وتكون زيارة خفيفة جدا ( فنجال قهوة على الماشي .
- زيارة المحلات المسماة ( أبوريالين ) .
- زيارة الأحياء الفقيرة .
- زيارة بعض المباني المشتهرة التي تُرى غالبا في وسائل الأعلام ... ومشاهدتها على الواقع .
أي أنها جولة خفيفة ... يمكن أن تقول عنها ( تمشية ) ... تشعر بها والديك بأنك معهما ، وأنك قريب منهما ، ويسعدك كثيرا أن تأخذهما معك ، ويسعدك - أكثر - أن ترى البسمة على وجوههما .
ولاتنس الوقوف عند إحدى المحلات وشراء بعض المشروبات أو المأكولات التي يرغب بها والداك أثناء الجولة .
وأيضا عند العودة خذ لهما شيئا يسيرا ( مأكول أو مشروب ) ليدخلا به إلى المنزل ... يعني ( قدوع ... أو شيئا يسيرا يفرحون به الأطفال ( كيس بطاطس ، شكوكلاته ، حلوى ) .
أقر الله عينك برضاهما عنك .
لفتة
مع أصحابنا ... لانمل من الركوب معهم والتنزه بصحبتهم ...
موضوع: رد: مقترحــات وافكــار في ''بر الوالديــن'' الخميس 21 أكتوبر 2010 - 20:35
تاسعا : إظهار الاهتمام بهما وقضاء حوائجهما .
ومما يناسب ... - وقد نغفل عنه أحيانا - ... إظهار الاهتمام بالوالدين وقضاء حوائجهما ... حتى مع عدم الحاجة إليك ...
لاتستصغر خدمتهما ...
كن لماحا ... إلى مايحتاجه والداك ...
لا أقول : راقب نظراتهما ... تجاه مايحتاجون ... راقب مشاعرهما تجاه مايرغبون ... راقب همومهما تجاه مايطلبون ... لكن ... كن لماحا ...
حاول أن تعرف مايرغبه والداك ...
اسألهما ... عن مايحتاجونه ... ثم قل : سم .. آمر ... أبشر ... الآن ... لبيك ... حبا وكرامة ... أسعد الأوقات التي أخدمكما فيه .
- يريد أن يجلس والدك فيلتفت يمينا وشمالا ... وكأنه يبحث عن مقعد ... فبادر إلى الكرسي ... إلى المتكئ ... إلى المقعد ... فقربه له .
- تجد والدتك تفكر ... اسألها : سمي ... تدللي ... ماذا تريدين ؟... أنا أخدمك بعيوني ...
- تجد والدك يسرح في تفكير عميق ... اسأله : ماعاش اللي يشغل همك ... أنا أقضي عنك ماتريد ... أهم شيء لاتهتم ... ولاتنشغل .
- تأكل مع والديك ... فتقطع لهما اللحم بالسكين وتقربه لهما ... تقرب لهما مابعد عنهما ... تقرب لهما الملعقة ونحو ذلك ... إذا انتهى أحدهما من الأكل ... تقرب له الفاكهة مثلا ...وتقطعها له ... تقرب له المناديل - مثلا -
- في المناسبات العامة ... كن قريبا من والدك ... صدّره في المجلس ... قرّب له القهوة والشاي ... قدّم له زملائك وعرفهم عليه - مفتخرا - ... لاتقدم أحدا عليه مهما كان قدره ومقامه ... فلا مقام يوازي مقام الوالد ..
موضوع: رد: مقترحــات وافكــار في ''بر الوالديــن'' الخميس 21 أكتوبر 2010 - 20:38
اقتباس :
وتحضرني قصة لأحد التجار ... والذي قصها لي بنفسه عن نفسه ... وفيها العبرة والموعظة لمن أراد الله أن يعتبر ويتذكر .
لعلي أذكرها بإذن الله ..
حدثني أحد كبار تجار النقليات والوقود ... فقال :
تخرجت من الجامعة ... فتقدمت مع بعض زملائي إلى إحدى الجهات الحكومية ذات المرتبات العالية ...
وبعد مدة يسيرة ... تم استدعائي ... وإخباري بالقبول ... وأن عليّ بعض المتطلبات التي لابد من إكمالها لتتم عملية التوظيف .
يقول : فعدتُ إلى والدي مستبشرا ومبشرا ... فقلت له : أبشرك بأني قُبلت ... وسأكون كذا بعد كذا سنة ... ثم الترقية إلى المرتبة كذا بعد كذا سنة ... إلخ ...
يقول : وبعد أن انتهيت ... قال لي والدي : لا أسمح لك بأن تتوظف في هذه الوظيفة !!.
فتعجبتُ وقلت : ياوالدي ... لكن لها مستقبل ، ووجاهة اجتماعية ورواتبها مغرية ... إلخ .
فأعاد وقال : لا أسمح لك أن تغادر من قريتنا ... لتتوظف في بلدة بعيدة عني ... ابحث عن وظيفة في المدن حولنا ...
فألححت عليه ... وأعاد الاصرار ...
فقلت : سم ، وأبشر ... ومالك إلا اللي يرضيك ...
ثم قال لي : وأبشرك يابومحمد بأني ولله الحمد من بعد ماسمعت كلام والدي ... وأنا في خير ...
افتتحت محطة بنزين في مدينة بجوار قريتنا ... ثم افتتحت الأخرى ... ثم الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتاسعة ... والعاشرة في طور الإنشاء ... ولدي اسطول من النقليات ( أنا نسيت أعدادها ) ... وأصنف في شركة ( أرامكو ) بمرتبة عالية جدا ... وأنا في خير ونعمة ... أسأل الله أن يعينني على شكرها .
ثم قال : تصور ، لو لم أستمع لنصيحة والدي ومشورته ... ماذا سأكون ؟!...
زملائي الآن مفرقين في المدن ... ومرتباتهم كلها لاتسوي دخلي الشهري ... ولله الحمد .
ثم قال : وأبشرك بأن المحطات التسع مطلوبة كلها للإيجار بمبلغ لا يخطر لي على بال ... بل هو أعلى بكثير من الدخل السنوي للمحطات في وضعها الحالي ...
فأسأل الله أن يجزي والديّ خير الجزاء ، وأن يعيننا على برهم ...
موضوع: رد: مقترحــات وافكــار في ''بر الوالديــن'' الخميس 21 أكتوبر 2010 - 20:40
الثالث عشر : الرد على اتصالاتهما مهما كانت الظروف
لا يخفى على الأفاضل حديث جريج العابد عندما كان يصلي ... وعدم رده على أمه عندما نادته !... وماذا لحقه بعد ذلك .
ولا يخفى على الأكارم قصة ذلك العالم الذي كان يجلس في مجلس علم ... يشرح فيه لطلابه ويعلمهم ... فقَدمت أمه إلى المجلس أو نادته من بعيد ... وقالت له : " يافلان ؛ خذ الحبّ ... وأعطه الدجاج " ... فأجابها رحمه الله ، وقام بعمل ما طلبته منه !... دون حرج !!.
أقول : قد تأتي لبعضنا اتصالات من أحد الوالدين ... ونحن في عمل ... أو في مجلس علم ... أو في مجلس عام ... أو في مناسبة ... أو نحو ذلك ... وقد يتحرج البعض من الرد !!... خاصة إن كان المتصل الوالدة !!.
عجيب حالنا !!... نتحرج من الرد على اتصال الوالدة أو الوالد ... مع أن الواجب أن نبادر ونفتخر ونتشرف باتصالهما علينا .
ما المانع أن نرد ... ونبادر بالسلام والترحيب ... وكأننا في مكان خالٍ ؟! ... - حسب الحال - .
ما المانع إن كنت مع إخواني في العمل أن أرد وأسلم الوالدة ... وأسأل عنها ... وعن أحوالها ... وعن صحتها ... وأبين أنها الوالدة بكل فخر ... دون حذف الضمائر المؤنثة من كلماتي ؟!.
وما المانع إن كنت مع إخواني أن ارد وأسلم على الوالد ... وأسأل عنه وعن حاله وعن صحته ... دون أدنى أدنى أدنى حرج !! .
مئات الملايين من البشر ... يتمنون اتصالا واحدا ... من أحد والديهم ... يشترونه بالملايين ... في حين ... قد يغفل بعضنا عن ذلك ... فلا يرد على اتصالهما ... بحجة أن اتصالهما - غالبا - غير مهم بالنسبة لك ... مع أنه هام ومهم بالنسبة لهما !!.
جرِّب أن ترد على والدتك ... وأنت مع إخوانك ... وتتقلب في نعمة سماع صوتها ... والسؤال عن حالها ... وأخبارها ... ثم أخبرها أين أنت ... وأن إخوانك يطلبون منها الدعاء لهم ...